هل هناك صلة بين انفجار مرفأ بيروت وانفجارات إيران وانفجار 1983م لمقر البحرية الأمريكية في بيروت؟

اهتزت لبنان البارحة، الثلاثاء 15 ذي الحجة 1441هـ (4 أغسطس 2020م)، على إثر انفجار ضخم جدا في مرفأ (ميناء) العاصمة بيروت، أحد أهم المرافق والمنافذ الاقتصادية للبنان. حيث أفادت التقارير الإخبارية بوقوع انفجارين متتاليين، الأول وقع في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت (ميناء بيرون)، في الدقائق الأولى من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي للبنان، وكان انفجارا صغيرا نسبيا، ليليه بعد دقائق انفجار ثاني ضخم جدا، وصلت موجات ضغطه الى مدى عدة كيلومترات في بيروت، فهدمت أو أحدثت خسائر بعدد لا يحصى من المباني في بيروت، وسجّلت وزارة الصحة اللبنانية في إحصائيات أولية مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة بضعة آلاف، ناهيك عن المفقودين، ولا شك أن الأعداد النهائية للضحايا ستكون أكبر بكثير.
حادثة انفجار مرفأ بيروت البارحة، لا يمكن البحث فيها دون ربطها بحوادث مشابهة في الماضي والحاضر، حوادث على ما يبدو أنها مرتبطة بالصراعات الدولية في المنطقة التي تمتد لعقود، وخصوصا تلك المرتبطة بإيران وأذرعها في لبنان والعراق واليمن، وبالأخص ذراعها في لبنان – حزب الله – من جهة، وإسرائيل وأمريكا من جهة ثانية.
انفجار مرفأ بيروت تزامن مع سلسلة انفجارات تضرب عدة منشآت حساسة في إيران
انفجار مرفأ بيروت حدث على خلفية سلسلة من الانفجارات التي تضرب عدة منشآت حساسة في إيران منذ أواخر شهر ذي القعدة 1441هـ (أواخر يونيو 2020م)، منها منشآت عسكرية ونووية وصناعية، تشمل معامل تكرير نفط ومحطات طاقة ومصانع وشركات. فقد تم حتى الساعة الإعلان عن أكثر من عشر حوادث على شكل حرائق وانفجارات طالت منشآت مختلفة في إيران، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- 6 ذي القعدة 1441هـ (26 يونيو 2020م): انفجار في منشأة لإنتاج الوقود السائل للصواريخ البالستية في منطقة خوجير القريبة من بارشين قرب طهران.
- 10 ذي القعدة 1441هـ (30 يونيو 2020م): انفجار في عيادة طبية في طهران ومقتل 19 شخصا.
- 12 ذي القعدة 1441هـ (2 يوليو 2020م): انفجار بمنشأة نطنز (ناتانز) النووية الإيرانية، والذي أدى الى تدمير واسع (ربما شبه كامل) للمبنى.
- 13 ذي القعدة 1441هـ (3 يوليو 2020م): حريق ضخم في شيراز.
- 13 ذي القعدة 1441هـ (3 يوليو 2020م): انفجار وحريق في محطة لتوليد الطاقة في الأهواز، وتسرب لغاز الكلور في محطة قارون للبتروكيماويات في ماشهر.
- 20 ذي القعدة 1441هـ (10 يوليو 2020م): انفجارات في مدينتي قرمداره وقدس يوم تسببت في انقطاع التيار الكهربائي.
- 22 ذي القعدة 1441هـ (12 يوليو 2020م): اندلاع حريق بمنشأة تابعة لشركة شهيد توندجويان للمواد البتروكيماوية جنوب غرب إيران.
- 15 ذي الحجة 1441هـ (4 أغسطس 2020م): اندلاع حريق واسع في مدينة جاجرود برديس الصناعية الخاصة شمال شرق طهران.
انفجار 2020م بمرفأ بيروت يشبه انفجار 1983م لمقر قوات المُشاة البحرية الأمريكية في بيروت
يوم 17 محرم 1404هـ (23 أكتوبر 1983م)، اقتحمت شاحنة قادمة من الضاحية الجنوبية لبيروت الحواجز الأمنية لمقر قوات المُشاة البحرية الأمريكية (المارينز) قرب مطار بيروت، لتصطدم بجسم المبنى بعنف وتُفجر أكثر من 5 أطنان من المتفجرات بداخلها، مما أدى لتدمير كبير بالمبنى، ليسقط 240 قتيلًا من الجنود الأمريكيين وأكثر من 100 جريح.
حجم الانفجار الذي أصاب مركز قوات البحرية الأمريكية وشكله، يشبه إلى حد كبير انفجار مرفأ بيروت.
«اقرأ أيضا، لبنان 1983: عندما تقاتلت إيران وأمريكا عن بُعد»
سياسة تقليم الأظافر
العلاقات الأمريكية-الإيرانية معقدة، فإنه وإن كانت أمريكا دعمت نظام الخميني للوصول للحكم، وأعطت لإيران أدورا في الشرق الأوسط، وعلى رأسها العراق وسوريا واليمن، وإيران خدمت عدة مشاريع حربية لأمريكا في المنطقة، إلا أن هناك أيضا خلافات بين أمريكا وإيران، والأهم أن هناك صراعات حقيقة بين إسرائيل وإيران، ويمكن اعتبار موقف إسرائيل تجاه إيران أحد أهم محفزات السياسات الأمريكية ضد إيران.
فإسرائيل لم تكن قط مرتاحة لتوسعة أمريكا للنفوذ الإيراني في المنطقة وخصوصا نفوذها في لبنان وسوريا، ولا ارتاحت إسرائيل للقوة “النسبية” العسكرية والنووية التي وصلت إليها إيران.
كما أن من سياسات أمريكا أنها لا تسمح حتى لحلفائها، ناهيك عن عملائها بمختلف درجات وأنواع عمالتهم، أن يكتسبوا قوة أكبر من اللازم، أي لا تسمح للعملاء بالحفاظ على قوة أكبر من القوة الازمة للقيام بالمهام الموكلة إليهم، خصوصا إذا كانت تلك القوة تعتبرها إسرائيل تهديدا لأمنها. والعبرة هنا بنظرة إسرائيل، وليست بحقيقة نوايا وأهداف تلك القوى والأنظمة تجاه إسرائيل. فحتى لو لم تكن تلك القوى تفكر جديا في محاربة إسرائيل أو القضاء عليها، بل حتى لو كانت تلك القوى تغازل إسرائيل وتتعامل معها، إلا أن إسرائيل تنظر لمجرد توافر قوة متزايدة في أي بلد مسلم، خصوصا في البلدان المحيطة بها أو القريبة منها، تهديدا حقيقيا لوجودها.
فإسرائيل ومعها الغرب يضعون مخططات بعيدة المدى للبلدان الإسلامية، ويتعاملون معها على أساس أن شعوبها مسلمة، وليس على أساس أن حكامها عملاء مطيعين للغرب. فالحكام ممكن أن يزولوا في أي وقت، ساعتها يمكن أن تسقط القوة المتراكمة في البلد المسلم بيد مسلمين مخلصين، يقطعون كل حبال العمالة للغرب، ويصبحون يشكلون خطرا حقيقيا على النفوذ الغربي في بلاد المسلمين. أول وأكبر الخاسرين ساعتها هي إسرائيل، فضرر دول الغرب إذا استعاد المسلمون سلطانهم وحريتهم سيكمن في خسارة نفوذهم في البلدان الإسلامية فحسب، أما بالنسبة لإسرائيل فالأمر سيتعلق ساعتها بوجودها شخصيا كيكان ودولة في العالم الإسلامي.
ومن ثم فأمريكا تقوم بتقليم أظافر العملاء في العالم الإسلامي كلما رأت الضرورة لذلك، بغض النظر عن درجة عمالتهم، بل وقد تلجأ لتدمير شامل للبلد، لكي تضمن لعقود عدم نشأة أي قوة تُذكر للبلد، كما فعلت مع العراق وسوريا. ولنفس السبب، أي لتحجيم قوة المسلمين، تتولى أحيانا إسرائيل مباشرة القيام بعمليات تقليم الأظافر في العالم الإسلامي، كما فعلت على سبيل المثال لا الحصر، حين دمرت سنة 1401هـ (1981م) مفاعل نووي عراقي قيد الإنشاء على بعد 17 كيلومترًا من جنوب شرق بغداد، وحين دمرت منشأة في سوريا سنة 1428هـ (2007م) اشتبهت في أنها مفاعل نووي.
هل هناك صلة بين انفجار مرفأ بيروت وانفجارات إيران؟
المقدمة المختصرة في الفقرة السابقة، تفيدنا لفهم الأحداث الأخيرة في إيران ولبنان. فالراجح أن أمريكا و/أو إسرائيل لهم يد في أحداث التفجيرات والحرائق المتتالية في إيران، كما أنهما لهم يد في تفجير مرفأ بيروت الأخير في لبنان. والمستهدف الرئيسي من تفجير بيروت هو حزب الله، ذراع إيران في لبنان.
فقد نقل موقع “بزنس إنسايدر” الإخباري عن مصدرين، واحد إسرائيلي وآخر أوروبي، أن تل أبيب نفذت عمليات تفجير وحرق لأهداف في إيران الفترة الأخيرة بهدف الدفع نحو مواجهة مع طهران، قبل موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن مسؤول بمنطقة الشرق الأوسط أن الاستخبارات الإسرائيلية هي المسؤولة عن تفجير منشأة نطنز النووية الإيرانية، وقد صرح وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي بمؤتمر صحفي بأن الإجراءات التي تتخذها تل أبيب ضد طهران “ستكون الأفضل إذا لم نتحدث عنها”.
هل هناك صلة بين انفجار مرفأ بيروت وانفجار مقر مُشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1404هـ/1983م؟
لا يُستبعد أن يكون تفجير مرفأ بيروت ليس فقط لضرب إيران التي لها نفوذ في لبنان عن طريق ذراعها حزب الله، وإشغال حزب الله بتفاقم المشاكل الداخلية، ولكن أيضا كانتقام “إضافي” متأخر لتفجير مقر قوات المُشاة البحرية الأمريكية (المارينز) قرب مطار بيروت عام 1404هـ (1983م)، والذي حمَّلَت أمريكا إيران وذراعه حزب الله مسؤوليته. حزب الله الذي على ما يبدو كان يحمل في ذلك الوقت اسم “حركة الجهاد الإسلامي”، ليخرج للعلن عام 1406هـ (1985م) تحت مُسمى “حزب الله”.
يجب إدراك أن الغرب لا ينسى أبدا من آذاه أو هزمه، ولو مر على الحدث مئات السنين، فيرد الصفعة صفعات ولو بعد حين. فأمريكا لم تكتفي بضربات ضد جناح إيران في لبنان مباشرة بعد تفجير 1404هـ (1983م) لمقرها العسكري، مثلا حين كانت لديها يد في انفجار في حي للشيعة في بيروت وقرب مقر أحد الآباء الروحيين لحزب الله، الشيخ محمد حسين فضل الله، يوم 16 جمادى الثانية 1405هـ (8 مارس 1985م)، والذي أودى بحياة 80 شخصا وجرح حوالي مائتين. ولم تكتفي باغتيال معاد مغنية يوم 5 صفر 1429هـ (12 فبراير 2008م)، الذي اعتبرته أمريكا أحد الرؤوس وراء تفجير 1404هـ (1983م) لمقر البحرية الأمريكية. ولم تكتفي أمريكا بالحكم الذي أصدرته المحكمة العليا الأمريكية سنة 1437هـ (2016م)، والذي قضى بصرف حوالي ملياري دولار من الأصول الإيرانية المجمدة في أمريكا لعائلات الأمريكيين الذين كانوا ضحايا تفجير 1404هـ (1983م) في بيروت. ..
يبدو أن أمريكا لم تكتفي بكل ذلك، ليكون لها ربما يد أيضا في انفجار مرفأ بيروت البارحة، كانتقام إضافي متأخر لتفجير مقرها العسكري في بيروت عام 1404هـ (1983م).
ومما يدعم هذا الاحتمال، تصريحٌ لـ”مايك بينس” نائب الرئيس الأميركي ترامب، حيث قال سنة 1438هـ (2017م) على خلفية إحياء الذكرى 34 لتفجير مقرها العسكري في بيروت عام 1404هـ (1983م)، بأن أمريكا ستنقل المعركة ضد الإرهابيين إلى معاقلهم. وفي نفس السياق، قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض “إتش آر مكماستر”، بأن منفذي الهجوم على مجمع “قوات مشاة البحرية” في بيروت عام 1404هـ (1983م) أصبحوا ا قادة كبارا في حزب الله اللبناني.
كما أعلنت السفارة الأميركية أسابيع فقط قبل انفجار مرفأ بيروت، بأنها ألغت الاحتفال السنوي الذي كان مقررا إقامته هذه السنة في شهر ربيع الأول/أكتوبر القادم قرب مطار بيروت لإحياء ذكرى تفجير مقر “مُشاة البحرية” عام 1404هـ (1983م)، وكأن إلغاء الاحتفال كان خطوة استباقية لحدث كانت تعلم أمريكا وقوعه في لبنان.
كما صرح الرئيس الأمريكي ترامب إبان انفجار مرفأ بيروت البارحة، بأنه اجتمع مع بعض العسكريين الذين يعتقدون أن الانفجار ليس “من نوع الانفجارات التي تنجم عن عملية تصنيع”، ولكنه هجوم بـ”قنبلة من نوع ما”.
ثم إن إسرائيل نفسها يمكنها (سواء بالتعاون مع أمريكا أو لوحدها) لعب دور في انفجار مرفأ بيروت، فإسرائيل وأمريكا يتبادلان الأدوار وكثيرا ما يتعاونان مباشرة، في تقليم أظافر الدويلات الوظيفية في العالم الإسلامي. ومن المفارقات العجيبة أن الأمين العام لحزب الله، السيد نصر الله، توعد إسرائيل في خطاب له في جمادى الأولى عام 1437هـ (فبراير 2016م)، قائلا: “بعض الصواريخ من عندنا بالإضافة إلى حاويات الأمونيا في ميناء حيفا، نتيجتهم نتيجة قنبلة نووية، بمنطقة يسكنها 800 ألف نسمة يُقتل منهم عشرات الآلاف“. فإذا بالعكس يقع سنة 2020م، إذ يُستهدف مستودع لـ”الأمونيا” (كما سماها نصر الله) في مرفأ بيروت، وكانت النتيجة نتيجة قنبلة نووية.
فعلى المهتم أن يبحث عن المستفيد الأكبر من انفجار بيروت، ليعرف من وراء تلك “القنبلة من نوع ما” التي تحدث عنها ترامب.
لبنان/حزب الله سيقدم أكباش فداء لتفجير مرفأ بيروت خشيا من المواجهة المباشرة مع الدول وراء الانفجار
رغم اعتراف إسرائيل “الجزئي على أقل تقدير” بضلوعها في الانفجارات الأخيرة في إيران (ولا يُستبعد دعم أمريكي لها – أي للعمليات الإسرائيلية – في إيران)، إلا أن المسؤولين في إيران يحاولون إنكار أن إسرائيل هي الجهة وراء تلك العمليات، ويكتفون في أحسن الأحوال بالقول أنه ربما هناك جهات خارجية ضالعة في بعض – وليس كل – الانفجارات والحرائق التي طالت إيران مؤخرا، وأن غالب الحرائق والانفجارات كانت حوادث طبيعية، ناجمة مثلا عن إهمال أو ما شاكل ذلك.
وربما ستتبع لبنان (حزب الله) أيضا نهج إيران في إخفاء المصدر الحقيقي لانفجار مرفأ بيروت، لأن لبنان/حزب الله، مثله مثل إيران، لا يريدان مواجهة حقيقية مع إسرائيل، ولا يريدان التصعيد مع أمريكا، فيرون أن تحمل ضربات غير مباشرة من أمريكا/إسرائيل أَأْمن لهم، أي أأمن لبقاء النظام الإيراني وذراعه حزب الله. ومن ثم قد تقدم لبنان بعض أكباش فداء تُحملهم مسؤولية انفجار مرفأ بيروت.
إرهاصات نية النظام اللبناني (ومن ورائه حزب الله) التغطية على الحادث، ظهرت بسرعة بعد الانفجار، حيث سارع مسؤولون لتصوير الانفجار على أنه حادثة ناتجة عن خلل ما أو إهمال، حيث ركزت تصريحات رسمية على نسب الانفجار لشحنة (تقدّر بنحو 2750 طنا) من مادة “نترات الأمونيوم” الكيماوية، موجودة منذ 6 سنوات في مستودع بمرفأ بيروت من دون إجراءات وقائية.
إلا أنه وجب العلم أن “نترات الأمونيوم” يُستخدم بالأساس في صنع أسمدة يستعملها المزارعون لتحسين خصوبة الأرض الزراعية ورفع المحصول الزراعي.
ومادة “نترات الأمونيوم” لها أيضا قابلية الاشتعال ومن ثم يمكن استعمالها في المتفجرات، لكن ذلك لا يحدث بطريقة تلقائية، فمادة “نترات الأمونيوم” لا تنفجر لوحدها دون خليط مع مواد أخرى أو دون فِعْل شرارة خارجية. بل اشتعال “نترات الأمونيوم” يستوجب معطيات وعوامل معينة لحصول ذلك، ومن ثم فمادة “نترات الأمونيوم” المخزنة لا يمكنها الاشتعال والانفجار هكذا فجأة دون أي عامل خارجي، والعامل الخارجي هنا هو قنبلة.
فأقصى ما يمكن تخمينه بخصوص دور “نترات الأمونيوم” في الانفجار، هو أنه اخْتِير مكان تفجير قنبلة “من نوع ما” (كما سماها ترامب) بالقرب أو بداخل المستودع بمرفأ بيروت الذي تم فيه تخزين شحنة مادة “نترات الأمونيوم”، بحيث يتفاقم مفعول القنبلة المتفجرة بإشعالها لـ”نترات الأمونيوم” أيضا.
“اقرأ أيضا: «قانون قيصر» يؤكد أن أمريكا هي الماسكة بخيوط اللعبة في سوريا”
فهرس
“بزنس إنسايدر” = businessinsider
نترات الأمونيوم = Ammonium nitrate