أخبار العالم

بعد تركيا الإمارات الثانية في العالم الإسلامي التي تعلن تطبيعا شاملا مع إسرائيل

تم اليوم (24 ذي الحجة 1441هـ / 14 أغسطس 2020م) الإعلان عن اتفاق رسمي بين الأمارات المتحدة العربية وإسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما. وبموجب الاتفاق، سيتبادل البلدان السفراء ويتعاونان في مختلف المجالات، من بينها الأمن والتعليم والصحة.

أما التصريح الذي صاحب الإعلان عن التطبيع الشامل بين الإمارات وإسرائيل، بأن إسرائيل ستعلق، أو بالأحرى ستأجل، ضم مناطق من الضفة الغربية كانت تدرس ضمّها، فهذه ورقة توت جد صغيرة، ظن النظام الإماراتي أنه يمكنه بها تغطية ولو جزء جد يسير من عورته، بعدما ظهر عاريا للعلن. وقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الفور أن موضوع ضم إسرائيل مناطقَ من الضفة الغربية لها، تم تأجيله لا إلغاؤه.

أما توقيت الإعلان عن هذا الاتفاق، فيبدو أن المستفيدين المحتملين منه هما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وخصوصا الرئيس الأمريكي دولاند ترامب، إذ هذا الاتفاق، أشهر قليلة قبل الانتخابات الرئاسية في أمريكا، قد يدعم حظوظه للفوز بفترة ثانية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.

هل هناك أي جديد يُذكر في هذا الاتفاق؟

هل الإعلان عن التطبيع الشامل بين الإمارات وإسرائيل خبَرٌ صادم أو مفاجئ؟ الجواب قطعا لا.

هل الإمارات لم تكن لها علاقات وتعاون مع إسرائيل في كثير من المجالات وعلى رأسها الاستخبارات والتجارة، الخ؟ الجواب قطعا لا.

هل هناك أي جديد يُذكر في هذا الاتفاق؟ الجواب: لا. الجديد الوحيد هو إعلان تفاصيلَ المعمول به واقعيا منذ عقود.

هل الإمارات النظام الوحيد في العالم الإسلامي الذي يطبع مع إسرائيل؟ الجواب قطعا لا. كل دويلات سايكس بيكو في العالم الإسلامي التي تفوق الخمسين دويلة، معترفة بإسرائيل كدولة في أرض فلسطين، ولها علاقات مع إسرائيل وإن اختلفت درجة العلاقات.

«اقرأ: في الظل والعلن ـ علاقات إسرائيل مع العالم العربي»

وقبل الإمارات، كانت تركيا هي الدويلة الوحيدة في العالم الإسلامي التي لها تطبيع علني وشامل مع إسرائيل، تطبيع في كل المجالات: سياحة، تجارة، مخابرات، جيش، صناعة، فن، تعليم، صحة، الخ.

ومن بين الأنظمة في البلدان الإسلامية التي أقامت، قبل الإمارات العربية المتحدة، علاقات ديبلوماسية رسمية مع إسرائيل وفتحت سفارات فيها: تركيا، الأردن، مصر، ألبانيا، البوسنة والهرسك، أوزبكستان. أما كل باقي دويلات سايكس بيكو في العالم الإسلامي، فإنها وإن لم تقم علاقات دبلوماسية رسمية علنية مع إسرائيل، إلا أن لها كلها علاقات وطيدة مع إسرائيل وتعاون في كثير من المجالات.

أما قطر فهي أول دويلات سايكس التي أدخلت الإسرائيليين الى بيت كل من يتحدث العربية. وقناة الجزيرة القطرية تفتخر بذلك، فقد جاء على لسان مديرها في إسرائيل وليد العمري في مقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية سنة 1438هـ/2017م بعنوان “قتل حامل الرسالة”: أن إسرائيل كانت إحدى الدول المعزولة في الشرق الأوسط، ولولا الدور الذي لعبته القناة لما عُرفت إسرائيل. وأضاف مدير قناة الجزيرة القطرية قائلا: “حتى ظهور قناة الجزيرة في العام 1996 لم يرَ معظم الجمهور العربي منذ ولادتهم إسرائيليا واحدا على شاشة تلفاز والإعلام العربي، حتى أتت (الجزيرة) لتفتح الآفاق أمام الإسرائيليين في الإعلام العربي”.. وتابع: “منذ تأسيسها قدّمت الجزيرة لإسرائيل قناة نادرة لعرض وجهة نظرها ورؤيتها أمام العالم العربي والإسلامي وإقامة حوار معها”.

«عن مقالة مدير مكتب “الجزيرة” في هآرتس»

من النفاق ذم الإمارات على تطبيعها الشامل مع إسرائيل والسكوت عن تركيا التي سبقتها بسنوات ضوئية في ذلك

الغريب في الأمر أن يتفاعل كثير من المسلمين مع الإعلان عن الاتفاق الرسمي العلني بين الأمارات المتحدة العربية وإسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما، ويسكتون عن تركيا (وغيرها من دويلات سايكس بيكو)، بل ويعتبرون تركيا أمل الأمة الإسلامية وحاميها والمدافع عن قضاياها. والحقيقة أن حكام تركيا لا يقلون عمالة وخيانة عن حكام الإمارات، فيما يخص علاقاتهم مع إسرائيل وخدمتهم لها. بل ليست هناك دويلة في العالم الإسلامي تتمتع أكثر من تركيا بعلاقات جد عميقة ومتشعبة مع إسرائيل. ومنذ تولي أردوغان الحكم في تركيا، ازدادت العلاقات التركية الإسرائيلية توسعا وعمقا، وارتفعت معدلات التعاون وعلى رأسه التعاون الاقتصادي والعسكري، وأصبحت تركيا الحليف الرئيسي لأمريكا وإسرائيل في تنفيذ المشروع الأمريكي المتعلق بما يسمى “الشرق الاوسط الجديد”.

«تاريخ العلاقات التركية الإسرائيلية، دراسة مهمة أعدتها رانيا هاشم سلطان»

«هآرتس: لقاء استخباراتي تركي إسرائيلي سبق توقيع الاتفاق»

وننهي هذا التعليق عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، بالنكتة التالية:

خرج نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليعلن أن “الرئيس” الفلسطيني يرفض ويستنكر الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل.

محمود عباس يستنكر التطبيع العلني الرسمي بين الإمارات وإسرائيل، وهو وسلطته في الضفة الغربية يفتخرون أنهم شرطة إسرائيل في الضفة الغربية، محمود عباس الذي قال أن: “التنسيق الأمني مع إسرائيل مقدس وسوف يستمر سواء اتفقنا في السياسة أو اختلفنا“. صحيح “من استحوا ماتوا”.

«لولا إسرائيل لكانت دويلات سايكس وبيكو في العالم الإسلامي في ورطة كبيرة»

Print Friendly, PDF & Email
اظهر المزيد

مجلة التنوير

موقع مستقل منبر للتحليل العميق للأحداث في العالم منصة لتنوير العقول وإحياء القلوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Enter Captcha Here : *

Reload Image

زر الذهاب إلى الأعلى