المغرب يلحق بركب التطبيع العلني مع إسرائيل

نشر اليوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حسابه في تويتر الخبر التالي: “اختراق تاريخي آخر اليوم! اتفق صديقانا العظيمان إسرائيل والمملكة المغربية على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة – اختراق هائل للسلام في الشرق الأوسط!”.
هكذا يلحق المغرب بركب دويلات سايكس بيكو التي اختارت التطبيع العلني الرسمي مع إسرائيل، بدلا من التطبيع في الخفاء. وقد سبقت دول أخرى المغرب في سياسة التطبيع العلني مع إسرائيل، منها كل من تركيا والإمارات والبحرين والأردن ومصر وألبانيا والبوسنة-الهرسك وأوزبكستان.
«بعد تركيا الإمارات الثانية في العالم الإسلامي التي تعلن تطبيعا شاملا مع إسرائيل»
وكل باقي دويلات سايكس بيكو في العالم الإسلامي، فإنها وإن لم تُقِم علاقات دبلوماسية رسمية علنية مع إسرائيل، إلا أن لها كلها علاقات وطيدة مع إسرائيل وتعاون في كثير من المجالات، وكلها ستلحق عاجلا أو آجلا بركب العلاقات الطبيعية الرسمية العلنية مع إسرائيل.
ولا يظنَّن أحد أن إسرائيل هي التي تهرول لهذا التطبيع وبحاجة إليه، بل دويلات سايكس بيكو في العالم الإسلامي وحكامها الرويبضة، هم من بحاجة لإسرائيل.
«لولا إسرائيل لكانت دويلات سايكس وبيكو في العالم الإسلامي في ورطة كبيرة»
وسيقدم كل رويبضة من حكام المسلمين ورقة توت يظن أنه بحاجة إليها لتغطية سوأته. فورقة التوت التي سيقدمها المغرب، هي اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وقبولها (أي أمريكا) بالحكم الذاتي للصحراء الغربية تحت سيادة السلطة المركزية في المغرب.
ويجدر الإشارة إلى أن مشكلة الصحراء الغربية التي اختلقها الاستعمار الغربي في المغرب لن تُحَل أبدا تحت وجود دويلات سايكس بيكو، وستبقى المشكلة كما هي، وستزداد تعقيدا كلما أراد الغرب ذلك؛ لأن الاستعمار الغربي اختلق تلك المشكلة، كما خلق غيرها من المشاكل الحدودية بين كل دويلات سايكس بيكو، لتبقى ولتكون ورقة استنزاف وضغط وابتزاز.
اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، اعتراف رمزي، حبر على ورق، لن يغير شيئا من مشكلة الصحراء الغربية. فياما وقَّع الحكام الرويبضة اتفاقات ومعاهدات، من بينها معاهدة أوسلو، دون أن يفي الغرب بوعوده.
هذا ناهيك عن أن اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، لا يجوز بحال أن يبرر خيانة التطبيع.