دونالد ترامب سيكون أول رئيس تُغلق حساباته بشكل دائم في تويتر وفيسبوك

قام كل من تويتر وفيسبوك بتعليق حسابات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء 22 جمادى الأولى 1442هـ (6 يناير 2021م)، بعدما غرد هذا الأخير بتصريحات كاذبة وبعبارات مؤيدة لأتباعه الذين هاجموا مبنى الكونغرس في العاصمة الأمريكية. ومن ثم لم يصبح بإمكان ترامب التغريد أو النشر على حساباته.
من بين التغريدات الثلاث المحذوفة، تغريدة قال فيها ترامب لأتباعه المحاصرين لمبنى الكونغرس: “هذه هي الأشياء والأحداث التي تقع عندما يتم تجريد فوز ساحق مقدس في الانتخابات بشكل غير رسمي ووحشي من الوطنيين العظام الذين عوملوا معاملة سيئة وغير عادلة لفترة طويلة”. وهذه التغريدة تُعتبر تسويغا لاقتحام أتباعه مبنى الكونغرس.
قالت شركة تويتر: “نتيجة لحالة العنف غير المسبوقة والمستمرة في واشنطن العاصمة، قمنا بإزالة ثلاثة تغريدات لدونالد ترامب التي تم نشرها في وقت سابق اليوم، وذلك بسبب الانتهاكات المتكررة والخطيرة لسياسة النزاهة الخاصة بنا”.
وأضاف تويتر: “هذا يعني أن حساب ترامب سيتم حظره لمدة 12 ساعة بعد إزالة هذه التغريدات. إذا لم تتم إزالة التغريدات، فسيظل الحساب محظورا”. “أي انتهاكات في المستقبل لقواعد تويتر، بما في ذلك سياسات النزاهة أو التهديد بالعنف، سيؤدي إلى تعليق دائم لحساب دونالد ترامب”.
وبسبب عدم قدرة ترامب على التغريد على حسابه في تويتر بسبب الحظر لمدة 12 ساعة، اضطر لاستخدم الحساب الخاص في تويتر لـ”دان سكافينو”، مدير وسائل التواصل الاجتماعي في البيت الأبيض، لينشر هذا الأخير بيانات نيابة عن الرئيس دونالد ترامب. حيث نشر بيانا لترامب، يحاول فيه تهدئة الأوضاع خوفا من المتابعة القضائية، قال فيه: “على الرغم من أنني لا أقبل البتة نتيجة الانتخابات، والحقائق تؤكد ذلك، إلا أنه سيكون هناك انتقال منظم للسلطة في 20 يناير. لقد قلت دائمًا أننا سنواصل معركتنا لضمان احتساب الأصوات القانونية فقط. في حين أن هذا يمثل نهاية أعظم ولاية أولى في تاريخ الرئاسة، إلا أنها مجرد بداية لمعركتنا لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى!”.
وقام أيضا كل من فيسبوك وإنستغرام بحظر ترامب من النشر لمدة 24 ساعة. حيث علل فيسبوك حظره لترامب بالقول: “أزلناه لأننا نعتقد أنه يساهم في خطر استمرار العنف بدلاً من تقليله”. كما أزال يوتيوب شريطا مرئيا لترامب بسبب نشره (أي ترامب) لأكاذيب بخصوص الانتخابات.
كذلك منعت منصة “سناب شات” دونالد ترامب من وضع منشورات جديدة، دون أن تذكر مدة الحظر لحساب ترامب.
وقد اقتحم البارحة، 22 جمادى الأولى 1442هـ (6 يناير 2021م)، أتباع دونالد ترامب مبنى الكونغرس الأمريكي في العاصمة الأمريكية حين كان يجتمع فيه النواب للإعلان الرسمي والتصديق على «شهادات تصويت المجمع الانتخابي» للولايات الأمريكية الخمسين، مما أدى الى إيقاف جلسة التصديق، ولم يتم استكمالها إلا في أوقات متأخرة من مساء البارحة، بعدما طهر رجال الأمن مبنى الكونغرس من المقتحمين. اقتحام أتباع ترامب لمبنى الكونغرس كان نتيجة للتحريض المتواصل لترامب ونشره للأكاذيب وتأجيجه لمشاعر أتباعه.
وقد تم رسما إعلان فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية لسنة 1442هـ/2020م، بمجموع 306 صوتا من الأصوات الـ538 لـ«المجمع الانتخابي»، مقابل 232 صوتا لدونالد ترامب. ومن المعلوم أن 270 صوتا هو العدد الكافي من الأصوات للفوز بالانتخابات الرئاسية. كما أفرزت انتخابات نائب الرئيس عن حصول كامالا هاريس أيضا على 306 صوتا من الأصوات الـ538 لـ«المجمع الانتخابي»، مقابل 232 صوتا لمايكل بنس.
وبذلك انتهت رسميا انتخابات 1442هـ/2020م، رغم مشاغبات ترامب، بفوز جو بايدن بمنصب الرئيس للولايات المتحدة الأمريكية لمدة أربع سنوات، وفوز حصول كامالا هاريس بمنصب نائب الرئيس.
وقد علق الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، على أحداث العنف التي قام بها أتباع ترامب البارحة في مبنى الكونغرس بالبيان التالي:
[سوف يتذكر التاريخ بحق عنف اليوم في مبنى الكابيتول (مبنى الكونغرس في العاصمة واشنطن دي سي)، الذي حرض عليه الرئيس الحالي الذي استمر في الكذب بلا أساس بشأن نتيجة انتخابات قانونية، كلحظة من العار والخزي لأمتنا. لكننا سنكون نضحك على أنفسنا إذا تعاملنا مع الحادثة على أنها مفاجأة تامة.
منذ شهرين، كان حزب سياسي (يقصد الحزب الحمهوري) ونظامه الإعلامي المصاحب له غير راغبين في كثير من الأحيان في إخبار أتباعهم بالحقيقة – أن نتائج هذه الانتخابات لم تكن بفارق ضئيل، وأن الرئيس المنتخب بايدن سيتم تنصيبه في 20 يناير. خيال هؤلاء ابتعد أكثر فأكثر عن الواقع، خيال بني على سنوات من زرع الضغائن. الآن نشاهد عواقب ذلك، حيث تحولت إلى ذروة من العنف.
الآن، لدى القادة الجمهوريين خيار واضح في غرف الديمقراطية التي تم تدنيسها (يقصد غرف بناية الكونغرس). يمكنهم الاستمرار في هذا الطريق بتأجيج الحرائق المستعرة. أو يمكنهم اختيار الحقيقة واتخاذ الخطوات الأولى نحو إطفاء النيران، يمكنهم اختيار أمريكا.
لقد شجعني أن أرى العديد من أعضاء حزب الرئيس يجهرون بالحق بقوة اليوم. أصواتهم تضاف إلى نماذج من الجمهوريين المسؤولين عن الانتخابات على مستوى المقاطعات والولايات، مثل المسؤولين في ولاية جورجيا الذين رفضوا الخضوع للترهيب (من قِبَل) وقاموا بأداء واجباتهم بشرف. نحن بحاجة إلى المزيد من القادة مثل هؤلاء – بحاجة إليهم الآن وفي الأيام والأسابيع والأشهر القادمة -، حيث يعمل الرئيس المنتخب بايدن على استعادة هدف ومعنى مشترك لسياستنا. كلنا – جميعًا – كأمريكيين مطالبين، بغض النظر عن الحزبية، بدعمه (أي بايدن) لتحقيق هذا الهدف].