آراء قصيرة
أَما زِلْت هُنَا؟

أَما زِلْت هُنَا؟ مَاذَا حَدَثَ؟ لِمَاذَا عُدت؟ هَل تحبني؟ إنَّنِي أَسْأَل ذَاتِيّ كُلَّ يَوْمٍ ما هو سَبَب حُبِّي لَك؟
أَقْسم لَك إنَّنِي لَا أُرِيدُ أَنْ أُحِبَّك، لَكِنْ لَا أَعْرِفُ ما هو سَبَبُ حُبِّي لَك، لِمَاذَا لَا أَسْتَطِيعُ إخراجك مِنْ قَلْبِي، لِمَاذَا لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَحبَّ شخصاً آخَرَ.
هَلْ هَذَا هَوَسٌ أَم حُبّ أَم عشق أَم جُنُون؟ أَنَا حقاً تَائِهة لَا أَعْرِفُ!
سبقَ وَأَن عَاهَدْت نَفْسِي أَنْ لَا أُحِبّك وَأَن أَخْرجَك مِنْ قَلْبِي وَعَقْلِي على السواء، لَكِنَّك عُدت دونَ سَبَبٍ وَبِنَفْس الْأَعْذَار السَّخِيفَةُ الَّتِي كُنْتَ تعُود بِهَا سابقاً.
أَنَا الْوَاقِعَة فِي غَرَامِك لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ اسْتَخْدَم عَقْلِي أَمَامَك، فَقَد اسْتَخْدَم ذَلِكَ الشَّيْء الْمَجْنُون قَلْبِي، أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَك لِمَاذَا نَحْن هُنَا؟
هَلْ مِنْ الْمُتَوَقَّعِ أَنْ يَكُونَ حُبّنَا تارِيخِي! مِثْلِ بَعْضِ قَصَص الْحبّ الْقَدِيمَة؟ أَوْ هَلْ لِأَنَّنِي لَا أُرِيدُ أَنْ أَحبَّ شخصاً آخَر؟
أَيا تَرَى نَحْن صَادِقِينَ فِي مَشَاعِرِنَا؟ لَا، لَا أَعْتَقِدُ ذَلِكَ، فَأَنْتَ وغد عَزِيزِي.
لماذا أَقُول لكَ عَزِيزِي؟ .. لستَ عَزِيزِي وَلَا حَتَّى أُطِيق سَمَاع اسمكَ.
أتظن أنَّنِي مَا زِلْت أَبْكِي عَلَى فِرَاقك؟
مضحك حقاً، يَا لكَ منْ أَحْمَق!
ظننتني مَكْتُوفَة الْأَيْدِي وبكائي مَا زَالَ مُتَوَاصِلا لغيابك؟!
لا تَظُنّ ذلك أبداً، فالحياة اسْتَمَرَّت بِجَمال لَا يُوصَفُ بِعَدَم وَجُودك.
أَجْل عِنْدَمَا رَأَيْتُك لأَوَّلِ مَرَّةٍ كرهتك كثيراً، لَا أَعْرِفُ لِمَاذَا. لَكِنْ بَعْدَ مُرُورِ مُدَّةِ قَصِيرَةٍ بَدَأَ هَذَا الشُّعُور بِالزَّوَال وَأتى الشُّعُور الْآخَر الْقَبِيح وَهُو حُبُّك.
لَا تعاتبني عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الْحَادَّة والجارحة، لَكِن أنتَ الَّذِي كسرتني، وأنتَ الَّذِي سَوْف ينجرح مِن زُجاجِيّ.
آوه لَا، لَا تُؤَاخِذْنِي فأنتَ شَخْصٌ عَدِيمُ الإِحْسَاسِ وَالْمَشَاعِر، أنتَ شخصٌ بَارِد ذُو أحاسيس كاذبة.
عِنْدَمَا يَنْكَسِر الشَّخْصِ فِي الْمَكَانِ ذَاتِه أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ، يَبْدَأ شُعُورُه بالتلاشي، وَهُنَالِك مَرْحَلَة مِنْ الْأَلَمِ إن وصلتَ إلَيْهَا لَن تشْعر بِشَيْء بَعْدَ ذَلِكَ. بالمختصر سَوْف ينطفئ قَلْبك الْغَبِيّ، وَيَعُود عقلكَ الْجَمِيل إلَى عَمَلِهِ، وَعَقْل الْإِنْسَانُ لَيْسَ كقلبه، فعقله شيءٌ ذكيٌّ وقلما يخذلهُ. أَمَّا قَلْبه الْغَبِيُّ لَا يأتي إِلَّا بالمشاعر السَّخِيفَة، فَكَمَا قَالَ جَان يُوجَّال: “إذا شَعَرْت بِالْحَاجَةِ إلَى يَدٍ دافئة فَأَمْسَك بِيَدِك الْأُخْرَى، فلا خير فِي معظم النَّاس فِي هَذَا الزمن”.