آراء قصيرة

القراءة والتلقي

طبعا كما هو معروف أن نسبة الإقبال على سماع الموسيقى ومشاهدة المباريات الرياضية اكثر من نسبة التعاطي للقراءة.

لكن حتى درجة الإقبال على القراءة تتفاوت حسب نوعية القراءة. فمثلا الميول لقراءة الروايات والقصص أكثر من الميول لقراءة الكتب الثقافية، والإقبال على قراءة الكتب الثقافية أكثر من الإقبال على المواضيع الفكرية والفلسفية.

فهناك أربع فئات من الناس، كل فئة لها ذوقها وميولها: 

الأولى تميل إلى الموسيقى والرياضة، وهي التي تشكل الأكثرية.

ثم تأتي بعدها الثانية التي هي أقل نسبة من الأولى، تحب قراءة الروايات والقصص.

ثم الفئة الثالثة الأقل نسبة من الثانية، تحب قراء الكتب الثقافية.

ثم تأتي بعدهم الفئة الرابعة التي هي النوعية النادرة ألا وهي الشريحة الميالة لقراءة ماهو تحليلي من فكر او فلسفة.

طبعا هذا لا يمنع من أن يوجد في كل فئة مما ذكرت ممن لديهم انفتاح على قراءات من الفئات الأخرى، لكن ذلك ليس بشكل جيد حيث يبقى اهتمام كل منهم في الغالب للنوع المفضل لديه من القراءة وقليل الاهتمام بالأنواع الأخرى.

سبب النسب المتباينة في الميولات، هو ان الميول إلى التسلية يغلب على الميول إلى ماهو هادف، والميول لما هو محكي أكثر من الميول إلى ماهو إخباري معلوماتي، والإقبال على ماهو معلوماتي أخف مما هو فكري تحليلي الذي يكون أكثر ثقلا كلما كان عميقا.

بسبب ذلك تجد الفن هو الأكثر إقبالا وطلبا لذى المتلقي، والفلسفة وغيرها من المواضيع التحليلية أكثر نفورا.



 

جميع الآراء الواردة بهذا المقال تعبر فقط عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

Print Friendly, PDF & Email

تقييم المستخدمون: 4.45 ( 1 أصوات)
اظهر المزيد

الناصري العيسمي

باحث على الرضى عن الحياة وأعلم أنني لم أجده لكنني أريد أن أحلم أنني سأجده أعيش في حلم لا يجديني شيئا لكنه يريحني وهذا الحلم هو الزخرفة التي أحاول أن أزين بها واقعي الغير مرضي وهو البديل الذي أرضي به نفسي المحرومة والمهمومة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى