لِمَاذَا نَحْن هَكَذَا؟

لِمَاذَا نَحْن هَكَذَا؟
انْظُر إِلَى جَوْهَر الشَّخْص لِكَي تَحْكُمُ عَلَيْهِ، انْظُرْ إِلَى قَلْبِهِ، لَا تَحْكُم عَلَى الْهَيْئَةِ الْخَارِجِيَّةِ فَقَط .
لِمَاذَا نَحْن دائماً نستخف بمشاعر بَعْضنَا الْبَعْض؟
إذَا رَأَيْنَا شَخْصًا مَا يَمْلِكُ نُقْطَةَ ضَعْفٍ مُعَيَّنَة، يصْبِح عَملنَا الْوَحِيد هُو الْعَبَث بِنُقْطَة ضَعفَه!
وَإِذَا رَأَيْنَا شَخْصًا عَاشِقًا، لَا نَتْرُك كَلِمَة إلَّا ونتحدثها عَنْهُ!
أَوْ إذَا رَأَيْنَا شَخْصًا جرحَته الْحَيَاة وَأَصْبَح يَنْظُرُ إلَى بَعْض الْأَشْيَاءِ فِي حَيَاتِهِ بِنَظَرِة حُزْن وَخَوْف وَعَدَم تفائل، نطلق عَلَيْه لَقَب “النفسيه”، وَلَا نَهْتَم بشعوره سَوَاءٌ حزن أَمْ لَا .
إنَّ الْحَيَاةَ لَيْسَت هَكَذَا! لِمَاذَا لَا نحترم بَعْضنَا الْبَعْض؟
يُوجَد كَثِير مِنْ الْأَشْيَاءِ الَّتِي تَحْدُثُ فِي حَيَاتِنَا وَنَحْنُ لَمْ نختارها، بَل فَرَضتهَا عَلَيْنَا الْحَيَاة، وَيَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نتحمل وُجُودهَا فِي حَيَاتِنَا. فَعَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ أَنا لَمْ اخْتَر مَرَضًا أصابني، وأَنَا لَمْ اخْتَر عائلتي، ولَم اخْتَر اسْمِي، وَأنا لَمْ اخْتَر مَشَاعِر حِبِّي أو كرهي تُجَاه الْآخَرِين! جَمِيع هَذِهِ الْأَشْيَاء مِن اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَيْسَت باختياراتنا!
جَمِيعنَا يمْلك عُيُوبًا، جَمِيعنَا بشر، وَالْكَمَال لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فقط.