آراء قصيرة

بناء الاهرامات وعلاقتها بفلسفة الموت والفن والجمال

ما هي الاهرامات وسبب بنائها؟ وما هي الفلسفة؟ وما هو الموت؟ وما هي الفكرة؟ وما هو الجمال؟
واخيرا ما هي العلاقة القائمة بين بناء الاهرامات وبين فلسفة الموت وفكرة الجمال؟
 

اولا، الاهرامات وسبب بناؤها

اعتقد المصريون القدماء ان الملوك قد تم اختيارهم من قبل الالهة ليكونوا وسطاء بينهم وبين الناس على الارض، وساد الاعتقاد بأن جزء من روح الملك تسمى «كا» يبقي مع جسده. وحتي تتم رعاية روحه بشكل صحيح، قاموا بتحنيط جثث الملوك، ودفن كل ما يحتاجونه معهم، واعتقادا منهم في عودة الروح مرة اخري للجسد، فقاموا ببناء تلك الاهرامات كمقابر تليق بالملوك.
 

ثانيا، ما هي الفلسفة؟

الفلسفة عبارة عن نشاط عقلي هدفه فهم وتفسير كل ما يحيط بالانسان، وكشف الاسس والمبادئ الأولى التي تقوم عليها الاشياء.
 

ثالثا، ما هو الموت؟

طبيا هو توقف جميع الاجهزة والوظائف الحيوية في جسم الانسان مثل المخ والقلب.
 

رابعا، ما هي الفكرة؟

الفكرة عبارة عن صورة ذهنية تتكون في عقولنا عن الاشياء من حولنا.
 

خامسا، ما هو الجمال؟

الجمال عبارة عن الجني الأنيس الذي نصادفه في كل مكان، نحن انفسنا جزء من هذا الجمال، فالانسان بطبعه يميل الى ما هو جميل ويختصر اعجابه بأي شيء جميل بنطق لفظ الجلالة «الله». الجمال صفة تلحظ في الاشياء، وتنعكس في النفس فتبعث فينا الشعور بالرضا والسعادة، اذا دققت في صورة الحياة بعيدا عن متاعبها، ستجد ان كل واحد منا له فلسفة في الجمال، في ملابسه وفي مأكله وفي تنظيمه لنمط حياته، وكل شيء له وظيفة صنع من أجلها، وبجانب هذه الوظيفة تتزين بالجمال. فالله عز وجل خلقنا ووضع كل شيء فينا في مكانه بترتيب ونظام، وليس بعشوائية. والدقة والتناسب والتساوي والانسجام كلها مقاييس جمالية، حتي الكون، يدعونا الله في كتابه لتأمل الجمال فيه، افلم يقل {وزيناها للناظرين}، صدق الله العظيم.
الجمال كامن ومدفون في روحنا، ويحدث هذا التفاعل الغامض بين الانسان وبين شيء جميل، لأن الجمال الأرضي يذكرنا بالجمال الإلهي لأنه هو أصل الجمال. ألا نقول «الله» على كل شيئ جميل، لأن هذا الجمال في روحنا؛ وفي الدنيا من حولنا من الله وإليه؟ ويعجز العقل البشري في ادراك فكرة الجمال المطلقة، لأنها أكبر من أكبر صورة يمكن ان يتخيلها العقل!
 

سادسا، العلاقة القائمة بين بناء الأهرامات وفلسفة الموت والفن والجمال

من وجهة نظرنا، الجمال له هيبة ومكانة عالية رفيعة في نفوس البشر. وعندما ظهرت فكرة البعث والخلود في عقول المصريين القدماء، أرادوا تجسيد هذه الفكرة في قالب جمالي وفني فقاموا ببناء الأهرامات، ولهذا نجد العجب في ذلك التناسق والتناسب والدقة في التصميم المعماري، إنها طاقة فنية عظيمة، وكأنهم يقولوا لنا انها ليست مجرد مقبرة، انها حياة أخرى، إنها عقلية آمنت بفكرة وامتلكت الموهبة في تجسيد هذه الفكرة وتخليد الفكرة على مر الزمن.
فقد أراد المصري القديم إعطاء الهيبة والإجلال والعظمة للملوك، حتى بعد مماتهم، وبناء مقابر خاصة ذات طبيعة بناء خاصة وفريدة من نوعها. وها هم قاموا ببناء أعظم بناء هندسي وتحفة فنية، ونحن لا نملك سوى التمتع بالنظر إليها. هناك من ليس له ذوق فني لا يعطيها اهتماما.
وختاما نقول بأن هؤلاء الفراعنة قد مزجوا بين الفن والموت والفلسفة والحكمة! هنا العقل والخيال هو مصنع الجمال، والواقع و الحاجة هي الحبل السري الذي يمد جنين الابداع بالغذاء!


 

جميع الآراء الواردة بهذا المقال تعبر فقط عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

Print Friendly, PDF & Email
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Enter Captcha Here : *

Reload Image

زر الذهاب إلى الأعلى